G Ads

0

طلاب الجامعات والأقصى




طلاب الجامعات والأقصى.. فن الممكن



الجامعات المصرية اشتعلت بالمظاهرات دفاعًا عن الأقصى

- "إيمان" مدونة لدعم القضية و"سارة" تغمر كليتها بملصقات المقاطعة
- "إبراهيم" يستقطع جزءًا من مصروفه وحصالة "خالد" لدعم المجاهدين
- مكتبة صغيرة لـ"مي" بالمسجد و"أحمد" يحث زملاءه على التفوق العلمي
- "سماح" تفضح المؤامرة بقوافل دعوية و"تيسير" توزع المطويات

تحقيق- يارا نجاتي ورحاب رجب:
"يا قدس إنا قادمون.. يا قدس قد حان المنون، يا قدس إنا للعدى لن نستكين ولن نهون".. كانت هذه بعض الصيحات التي أطلقها شباب الجامعات المصرية؛ استنكارًا لما أحدثه العدو الصهيوني من انتهاكات ضد المسجد الأقصى.

والسؤال: إلى أي مدى تصل هذه الصيحات؟ وكيف يمكن أن يترجم الطلاب صيحاتهم الحماسية الداعمة للمسجد الأقصى إلى واقع عملي ملموس؟ وكيف يمكنهم أيضًا مواصلة دعم القضية الفلسطينية والتصدي للانتهاكات الصهيونية ضد المسجد الأقصى؟

(إخوان أون لاين) التقى في جولة ميدانية بعددٍ من الجامعات بمجموعة من الطلاب؛ لرصد مقترحاتهم لدعم الأقصى، والإجابة عن التساؤلات السابقة.. فإلى التفاصيل:
بداية جولتنا كانت من جامعة عين شمس؛ حيث وجدنا مجموعةً من الفتيات يتناقشْن في قضية تهويد القدس الشريف، وما يحدث من انتهاكات صهيونية لباحة المسجد الأقصى.

الطالبة هاجر (كلية الآداب) تطلب من زميلاتها وسائل واقتراحات حول كيفية دعم كلٍّ منهن للقضية الفلسطينية، فاقترحت الطالبة إيمان (كلية التربية) استغلال وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة؛ لنشر وتوضيح القضية من مفهوم إسلامي سليم، وفضح الانتهاكات الصهيونية أولاً بأول، كإنشاء مدونة تضع المترددين عليها في بؤرة الحدث، وتوعيهم بكل ما يحدث.

وبينما تستطرد إيمان في حديثها، صاحت سارة التي تدرس بكلية الآداب وقالت: وجدتها، وأخرجت من حقيبتها بعض الأوراق التي تحوى صورًا للمنتجات الصهيونية التي يجب مقاطعتها، وقررت أن توزعها على زملائها في جميع أقسام الكلية بمختلف الفرق الدراسية، وكذلك لصق بعضها على أبواب المدرجات والسكاشن، وفي طرقات الكلية، وعلى أشجار حديقة الكلية.

وقالت سارة: إن تفعيل المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الأعداء ومن يساندهم، تعد سلاحًا اقتصاديًّا لا يستهان به، ويؤثر تأثيرًا مباشرًا على مخططات الأعداء، فضلاً عن تراجع الدول التي نقاطع منتجاتها عن مساندة العدو الصهيوني، والتفكير ألف مرة في مصلحة بلادهم الاقتصادية أولاً قبل مساندة ودعم الصهاينة.

جلسة للأقصى
وتؤكد سمية بكلية (الصيدلة) أنها اتفقت مع والدتها على تخصيص عشر دقائق يوميًّا للحديث عن الأقصى، ومناقشة آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وطرح الحلول والوسائل المتاحة؛ لدعم القضية الفلسطينية، وفضح ممارسات الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، وضد المقدسات الإسلامية في الأراضي المحتلة.

وقرر إبراهيم (كلية الهندسة) استقطاع قدر صغير من مصروفه الشهري وتوصيله لمساعدة ودعم الفلسطينيين، وحثُّ زملائه وأصدقائه وتشجيعهم على التبرع؛ لنصرة المسجد الأقصى ولو بأقل القليل، مستشهدًا بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل الصدقة، وفضل المساهمة في تجهيز ودعم المقاومة.

ومن جامعة حلوان يتفق خالد الطالب بكلية التجارة مع إبراهيم، وقال: إنه فَكَّر في جمع التبرعات من أصدقائه وزملائه؛ لمساعدة إخوانه في فلسطين، ومناهضة المحاولات الصهيونية لتهويد القدس الشريف في حصالة كُتِبَ عليها (يا أقصانا لا تهتم.. راح نفديك بالروح والدم).

إصدارات للتوعية
 الصورة غير متاحة
 أقصانا لا هيكلهم شعار رفعه الطلاب
أما مي (كلية الآداب) فقامت بتكوين مكتبة صغيرة مع صديقاتها بها بعض المطويات والكتيبات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ووضعتها في مسجد الكلية، في محاولة "صامته" منهن لتوعية رواد المسجد من الطالبات بقضية المسلمين الأولى، وتوضيح دورهن تجاه القضية، باعتبار أنهن أمهات المستقبل، لعل الله أن يجعل أحدهن أمًّا لقائد المسلمين في تحرير المسجد الأقصى الأسير من قبضة الصهاينة الملاعين، وتحرير كافة المقدسات الإسلامية، وتوحيد المسلمين على كلمة التوحيد.

ويقول مازن (كلية التجارة): إنه قام بشراء حصالة منزلية، وأطلق عليها حصالة الأقصى، ووضعها في المنزل لحثِّ أسرته على التبرع لفلسطين، ثم قام بشراء حصالة أخرى وأطلق عليها حصالة طلاب فلسطين، ووضعها في مسجد الكلية.

ويرى أحمد (حاسبات ومعلومات) أن هزيمة المسلمين الكبرى تعد هزيمةً علميةً فكريةً بالدرجة الأولى قبل أن تكون عسكرية، مطالبًا بضرورة الاهتمام بمختلف العلوم الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية وتطبيقها على أرض الواقع.

ويؤكد أن المسلمين لو تفوقوا علميًّا سينتصرون على أعدائهم لا محالة؛ لأنهم أصحاب حقوق، مشيرًا إلى أن المسلمين يحتاجون إلى التربية على النظرة بعمق، وبوعي لقضاياهم الجوهرية والرئيسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ كي يحددوا أولوياتهم، ويسيروا بمنهجٍ علمي سليم ومدروس في مختلف المجالات.

القوافل الدعوية
أما سماح بكلية التربية فتؤكد أنها تقوم بنشر آخر الأخبار التي يمر بها المسجد الأقصى، وتوضيح وكشف المؤامرة عليه، في سبيل جعل المسجد الأقصى قضية الطلاب الأولى داخل الجامعة.

وتوضح أنها تقوم بذلك من خلال القوافل الدعوية التي تُنظمها الطالبات الملتزمات داخل الكلية، وتقوم بنشر أحدث الإصدارات المتعلقة بالقضية.

بالعلم
وفي جامعة القاهرة سألنا الطالبة مروة (بكلية العلوم) عما يمكن أن تفعله؛ لمواجهة الخطر المحيط بالمسجد الأقصى في هذه الأيام، فقالت: إن أهم ما تستطيع القيام به للقضية الفلسطينية هي وجميع الطلاب أن تهتم بدراستها وتتعلم جيدًا؛ حتى تستطيع أن تتقدم هي وغيرها ببلدها، ومن ثم يصبح للمسلمين قوة لا يُستهان بها في مواجهة القوى التي ترغب في تدمير العرب والمسلمين.

معارض للأقصى
 الصورة غير متاحة
الطلاب يبتهلون إلى الله بالدعاء لحماية المسجد الأقصى
وتقول شيماء التي تدرس بكلية دار العلوم: إنها حريصة كل فترة أن تتكلم مع الطالبات وتوعيهن بمستجدات القضية الفلسطينية، وتخبرنا أنها أقامت هي وأخريات عدَّة معارض في الجامعة؛ للتعريف بتاريخ القضية، ووضع الأراضي المحتلة من خلال المجسمات والصور والعروض التقديمية على (الكمبيوتر)، مشيرةًَ إلى أن هذا المعرض يستمر لمدة أسبوع فقط؛ نظرًا للعقبات والصعوبات التي تضعها إدارة الجامعة على مثل هذه المحاولات البسيطة؛ لنصرة المسجد الأقصى.

وتقول تيسير (كلية الحقوق): إنها تتعرف عن الوضع في فلسطين من خلال المطويات التي تُوزع عليها من قبل الطلاب داخل الجامعة، وكذلك من خلال متابعة المؤتمرات التي يعقدها بعض الطلبة عندما يكون هناك حدث ضخم قامت به قوات الاحتلال في فلسطين.

أما سارة الطالبة بالفرقة الثانية كلية الآداب تقول: إنها تقاطع البضائع والمنتجات الصهيونية.

ويقول إسلام (بكلية الطب): إنه يقيم في الفترة القادمة بمساعدة زملائه معرضًا وقافلة في جامعة القاهرة (دعمًا لأقصانا)، موضحًا أن المعرض يحتوي على لوحات تاريخية، وشرائط، وكتيبات، ومسابقات، وأسئلة عن تاريخ القدس، والمسجد الأقصى المبارك.

جيل التحرير
 الصورة غير متاحة
د. محمد البلتاجي
على صعيد أعضاء هيئة التدريس، يقول الدكتور محمد البلتاجي الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر والأمين المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين: إن الشباب المصري وخاصة الجامعي يستطيعون القيام بدور كبير لنصرة المسجد الأقصى؛ لما لديهم من ملكات وقدرات في هذه المرحلة من حياتهم؛ للتأثير في الرأي العام، وجعله دائمًا منتبهًا وواعيًا لما يحدث.

ويضيف: يمكن للطلاب توجيه أفكار المجتمع بالكامل نحو القضية الفلسطينية؛ ولذلك عليهم أن يعملوا على دقِّ ناقوس الخطر دائمًا؛ للكشف عن المخطط الصهيوني للسيطرة على العالم الإسلامي، فدورهم تبصيري وتحذيري وتنويري.



ويطالب د. البلتاجي الطلاب بضرورة مواصلة هذا الجهد الطيب المؤثر قبل أن تحدث الكارثة الكبرى، مؤكدًا أن الطلاب عليهم ربط القضية الفلسطينية بمفاهيم دينية وقومية وسياسية؛ حتى يتمكنوا من رفع نسب المشاركة الطلابية في هذا الصدد.

ويعتبر أن مشاركة طلاب الجامعات في دعم القضية الفلسطينية منخفضة جدًّا، إما لعدم وجود وعي أو معرفة لديهم أو للقيود الأمنية الموجودة على المشاركة في الحياة السياسية الجامعية.

ويضيف "على المتنبهين للقضية توعية من حولهم ممن لا تمثل لهم قضايا الأمة أي اهتمام، ويحاولون الوصول لأعرض شريحة داخل أسوار الجامعة ثم الخروج إلى باقي أفراد المجتمع، فالدعوة والتعريف ورفض الظلم الواقع على الأشقاء الفلسطينيين واجبٌ على كلِّ مَن يعلم به".


 الصورة غير متاحة
الطلاب يرفضون الصمت العربي تجاه ما يحدث في الأقصى
ويؤكد أن الطالب هو مستقبل الأمة، فهو صاحب عاطفة جيَّاشة، وقلب الأمة النابض، ويعتبر كل طالب شبكة اتصال منفردة بذاته تصل للملايين يوميًّا نتيجة الاحتكاك اليومي الواسع في داخل أسوار الجامعة وخارجها، وكذلك تعاملهم مع الإنترنت.

وفيما يتعلق بدور أعضاء هيئة التدريس في دعم ومساندة طلابهم يقول: إن الدور المنوط بأعضاء هيئة التدريس يجب أن يكون فعَّالاً في مساندة ودعم العمل الطلابي؛ لمواجهة الاحتلال الصهيوني، ومساعدة الأشقاء في القدس، ويضيف أن عليهم الابتعاد عن دور الكبت الطلابي الذي استمر لسنوات طويلة والبدء في التأييد.

وأكد أن قضية تحرير الأقصى مسئولية الجميع فهي مستقبل كل فرد والأمة جمعاء، وعلينا أن نبتعد عن دعاة ثقافة السلام الانهزامية.



منقول رابط الموضوع الاصلى 

0 التعليقات:

إرسال تعليق